يقول عبد الباسط ساروت الحارس السابق لمنتخب سوريا للشباب لكرة القدم إن بعض الرياضيين في بلاده لا يرغبون في المشاركة في اولمبياد لندن لأنهم "غير راغبين في تمثيل علم لا يحترمونه ولا يؤمنون به."
وفي مقابلة مع محطة اي.تي.في نيوز التلفزيونية امس الثلاثاء قال ساروت البالغ من العمر 20 عاما "أنا شخصيا أعرف أن الغالبية من الرياضيين لا يريدون المشاركة وسيذهبون فقط بدافع الخوف على عائلاتهم من قمع النظام إن لم يشاركوا."
ويناصر ساروت - الذي فشلت بلاده في التأهل لمسابقة كرة القدم في الألعاب الاولمبية المقررة في لندن صيف هذا العام بعد تذيل الترتيب في دورة فاصلة بفيتنام الشهر الماضي - الاحتجاجات ضد الحكومة في سوريا.
وقال ساروت "رسالتي كلاعب كرة قدم وكرياضي وكناشط قبل كل شيء هي أننا نشاهد مذبحة حقيقية هنا ولا يتحدث العالم إلا عن أعداد الضحايا. إنهم أناس حقيقيون هذه مذبحة لأن الناس تتعرض لمجزرة.. الناس حول العالم نسوا الأزمة الإنسانية.. المنازل تتعرض للتدمير."
ومع تزايد الضغط لمنع سوريا من المشاركة في الألعاب الاولمبية قال موفق جمعة رئيس اللجنة الاولمبية السورية لمحطة اي.تي.في نيوز "لا شك في ذلك.. سنشارك."
لكن الأغلب أن حضور وفد سوري في الألعاب التي ستبدأ في يوليو تموز سيثير جدلا.
وتقول الأمم المتحدة إنه بعد عام من الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد فإن الرد القمعي خلف أكثر من تسعة آلاف قتيل من المدنيين. وتقول سوريا إن أكثر من ثلاثة آلاف من القوى الأمنية قد قتلوا على يد مجموعات ارهابية مسلحة.
والأسبوع الماضي قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه سيسمح للرياضيين السوريين بالمشاركة في الألعاب لكن أي مسؤول سوري تشمله عقوبات الاتحاد الاوروبي لن يكون موضع ترحيب من بلاده.
ولم يتبين على الفور إن كان أي من المسؤولين السوريين الذين ينوون حضور الألعاب مشمولين بعقوبات.
وقالت اللجنة الاولمبية الدولية الشهر الماضي إن سوريا ستشارك في الألعاب رغم العنف الدائر فيها.
لكن ساروت قال أمس "رسالتنا للجنة الاولمبية الدولية هي أن أكثر من نصف الفرق السورية التي تذهب لخوض مباريات أو التي ستشارك في الألعاب الاولمبية لن تعرف كثيرا عما يجري في حمص. السلطات تخفي الأنباء عنهم. يجب أن تنظروا لأولئك الرياضيين على أنهم معزولون عن الواقع.. لا يعرفون حجم القصف ولا يعرفون أن القصف سيصيب أمهاتهم أو آبائهم أو قريبا له في أي لحظة في حي بابا عمرو (في حمص). لم يعد حي بابا عمرو موجودا على أي حال.. لقد دمر."
وأضاف "إنه مجرد حجارة وأرض.. لا يعرفون أن لاعب كرة قدم مثلنا هو أحمد الشيدان رحمه الله استشهد هنا في حمص. لقد كان نجما. لا يعرفون أن عائلات رياضيين آخرين قتلوا وتعرضوا لمذابح. أنا شخصيا أعرف أن نصف هؤلاء اللاعبين يسافرون ضد رغباتهم. يلعبون ضد رغباتهم وأريد أن أبعث بهذه الرسالة إلى العالم وسيرى العالم بنفسه.. الرياضيون هنا لا يريدون اللعب باسم علم لا يحترمونه ولا يؤمنون به."
كما قال اللاعب الشاب إن معظم الرياضيين السوريين سيشاركون في ألعاب لندن بسبب الخوف من العقاب لو رفضوا الذهاب في حالة اختيارهم.
واضاف "أعرف أن هؤلاء الرياضيين سيسافرون إلى لندن بدافع الخوف على عائلاتهم وأريد أن أبعث إليهم بهذه الرسالة.. أنه في سوريا الآن قد ماتت الثقافة الرياضية.. لم يعد هناك شيء. لم تعد هناك مسابقة دوري محترمة وهناك الآن مسابقة دوري كبرى وحيدة وهي الثورة.. الاحتجاجات والناس الذين يقاتلون من أجل كرامتهم وحريتهم."
لكن ساروت طالب اللجنة الاولمبية الدولية بأن تبلغ الرياضيين السوريين الذين سيحضرون إلى لندن بحقيقة ما يجري في بلدهم.
وتابع "رسالتنا إلى اللجنة الاولمبية الدولية هي الاجتماع باللاعبين سرا وأنا واثق من أن الرياضيين حينها سيرون حقيقة ما يحدث معنا. لا يسعني إلا أن أبعث بهذه الرسالة.. ولذلك السبب أنا لست ضد مساعدة اللجنة الاولمبية الدولية لرياضيينا للذهاب إلى لندن."
غير أن جمعة رئيس اللجنة الاولمبية السورية قال "نحن كلجنة اولمبية سورية من يضمن سلامة وأمن الرياضيين الذين يمكنهم المشاركة في ألعاب لندن... معظم ملاعبنا والمراكز الرياضية وقاعات التدريب في دمشق وفي حلب وفي اللاذقية أو في أي مدينة أخرى آمنة ولا توجد أي مشاكل أمنية حولها."
رويترز
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية